قصة مكررة لكن الغربة كانت فى جميع افراد العائلة ، فهناك اب اسرة مكونة من ولدين لكن كانوا يعانون من ضيق الحال فقرر الاب السفر ليحسن من دخلهم ، وكان الاتفاق قبل سفر الاب ان يقضى سنة واحدة ثم يرسل اليهم ليعيشوا معه بالبلد التى سافر اليها ، وقد كان وسافر الاب بالفعل سنة وسنتين الى الثالثة ولم يرسل الاب الا الشيكات النقدية فقط لهم ، كلما يراسلونه ليأتى او ليذهبوا هما اليه لا يوافق الاب على ذلك حيث ان المعيشة هناك للاسرة مكلفة جدا ، غير معيشة الفرد ، فكان يقنعهم بانها هانت وكلها كام سنة اخرى ويرجع لهم ، عام وراء عامين وراء خمسة أعوام الى ان أصبحوا خمس وعشرون عاما وهو بالغربة تاركا زوجته وأبنائه ، وكل صلته بهم الشيكات النقدية مع عدة خطابات ............. أدى هذا لكره الابناء للاب حيث انه ليس موجودا بحياتهم ، فأعتبروه مات ، نعم كانت قسوة لكنها ليست قسوة الابناء على الاب فقط بل قسوة الاب عليهم ايضا ، والغريب ان الابن الاكبر علم بعد ذلك انها قسوة الحياة ، كيف هذا ؟ عندما مر الابن الكبير بتلك الظروف فهو شاب بطبيعة الحال يريد الزواج ، وعندما تقدم لمن يحبها كانت الطلبات كثيرة جدا عليه وهو لم يملك منها اى شىء ، ارسلت والدته لابيه لان يرى حلا لابنه ، كان الابن يعارض بشدة والدته لان ترسل لابيه لطلب المساعدة حيث انه يلومه دوما على تركهم وبقائه بالغربة معتقدا انه يريد ذلك الوضع ، لم يجد الاب حلا لديه سوى ان يرسل لابنه الكبير بعقد عمل بالبلد التى بها غربته ، كان الاتفاق على ان هذا السفر حالة طارئة ، سيقضى سنتين بالكثير تعينه على طلبات عروسته ، سافر الابن الى والده وأقام معه العام الاول ، كان لاول مرة يقيم مع والده حيث انه تركه وهو صغيرا ، فكانت غربته من ناحية أبيه ، بل كان لا يعرف كيفية التعامل معه ، فكان صامتا طوال وقت جمعهما سويا ، الى ان طلب الابن ان يسكن بعيدا عن والده متحججا بان يتكفل هو مصاريف سكنه ، كان الاب يشعر ببعد أبنه عنه فوافقه على طلبه هذا بل ساعده فى ايجاد سكن مع مغتربين مثله ، الغريب ان الابن وافق على هذا فوضح للاب انه كان رافضا ان يقيم معه ، لكن الشىء المفيد فى هذا ان الابن علم انه ظلم ابيه حيث ان الحياة غالية جدا مثل ما كان يقول لهم الاب بخطاباته ، سامح الابن أبيه وعلم انها قسوة الحياة وليست قسوة أبيه ، صحيح انهما تصالحا لكن الخسارة هنا فى عدم التعود حيث ان كلا منهما يشعر مع الاخر بالغربة ، فالاب لا يعرف ابنه ولا الابن يعرف أبيه ......... وحدث مع الابن كيفما حدث مع الاب عام يجر عام الى ان اصبح بالغربة ثمانية أعوام ، حيث انه يريد ان يرجع لبلده مرتاحا ولا يضطر بعد ذلك لان يسافر مرة اخرى بحثا عن الرزق ،،، ومازال بالسفر الاب والابن الى ان تقدم اخيه الصغير بالزواج من زميلته بالعمل ، وكانت تقريبا نفس الطلبات أولها الشقة مما جعل الابن الصغير يبحث عن عقد عمل باى بلد عربى ليقدر على طلبات عروسته ، ووجد فرصة عمل بالخارج من عمله فأصبح هو الاخر بغربة عن وطنه وأمه وايضا أبيه وأخيه لانه ببلد عربى غير البلد الذى فيه الاب والاخ .......... فكانت غربة المكان تلعب الدور الاساسى فى حياتهم بل كانت حياتهم بالفعل كلها عبارة عن غربة .
غربة المكان
Admin- Admin
عدد الرسائل : 797
العمر : 28
الموقع : فيصل - الجيزة - مصر
المزاج : رايق اوي
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 04/02/2008
- مساهمة رقم 1