زكريات للبيع
لم يصمت صوت المنبه عن الصراخ فى تلك الساعة المبكرة من الصباح معلنا عن فشله الزريع فى ايقاظى من
النوم الزى اعشقه وفشلت كل محاولات الجيران فى ايقاظى بالاتصال الهاتفى وطرق الجدران والابواب من شدة انزعاجهم من صراخ المنبه الزى ام يستطع حل لغز نومى فى هزا اليوم ولن تنتهى الازمة الا بانتهاء الحلم
الجميل الزى كنت اعيشه مع ملامح حب قديم تحرك فى الغرف المغلقة للعقل الباطن وظهر على سطح احلامى واستيقظت من حلمى لاجد عشرات المكالمات والرسائل على شاشة جوالى القديم الطراز كلها تنقل جملة واحدة
ارحمنا يا جارنا الكسول واستيقظ...امتدت يدى بتراخ لاغلاق المنبه الزى تنفس الصعداء وسكن اخيرا عن الصراخ وانا مازلت اعيش فى احداث الحلم الجميل وتدور راسى فى دوائر الانسجام والنشوة لتلك الايام التى ولت منز زمن بعيد قمت وجلست فى الشرفة ووضعت امامى كوب القهوة السادة الممتلئ
عن اخره وتزكرت تلك الايام الحالمة والقبلات التى كنا نقزف بها فى الهواء مع كل صباح ومساء فى الجامعة ....كم كان يحسدنا الاخرون على هزه التوأمة الرائعة وكانوا يلقبوننا ب-
الماء الملكى- وهو اختلاط لمادتين لهما قوة ازابة عالية للمعادن -فقد كنا نزيب اى خلافات بيننا بسهولة شديدة تتكسر لها اظافر حسادنا وتزكرت كم كنت قاسيا معها وقف ان فاض صبرى من
صمتها الرهيب الزى لم يتناسب مع طبيعتى المتلهفة للاستماع لها وكل ما تمر به فى حياتها وما كان منى الا ان صرخت فيها -ازا كنت خرساء فانا اعشق الحوار والقيت دفاترى
فى قارعة الطريق وانا اتوعدها بالبعد عنها ازا ظلت على هزا الصمت ولكنها لم تتحدث ولم تفعل اى شئ سوى البكاء وركبت سيارتها وغابت عن عينى ولم ارها منز تلك اللحظة وتاهت عيوننا فى الحياة ولم تتلاقى ومرت السنوات ولم
اسمع عنها او احاول ان اسمع عنها شئ وهنا اكتشفت ان كوب القهوة قد لفظ اخر مافيه فقمت ودخلت غرفتى القديمة والتى اصبحت بدروم لكل ماهو قديم فى البيت واضأت الانوار لاجد خيوط العنكبوت قد احاطت بكل ارجاء
المكان الممتلئ بالكتب والدواوين القديمة التى قضيت فى كتابتها سنوات هى اجمل ما فى عمرى وطفت بعينى فى ارجاء الغرفة حتى توقفت عند ديوان قديم غطته الاتربة ..وازلتها بيدى
لاجد الاوراق مازالت محتفظة بلمعتها ورونقها رغم كل تلك السنوات كان ديوات -الحلم- اجمل ماكتبت على الاطلاق فى حياتى من شعر ووصف للمشاعر المستحيلة الجمال وصعدت الى الشرفة غير مباليا بباقى الاوراق وكانى وجدت ضالتى
واخزت اقرأ واقرا ومع كل كلمة كان يزداد اعجابى بالشاعر الرهيب الزؤ صاغ تلك الكلمات ونسيت للحظات اننى من كتبت هزا الديوان فى يوم من ايام عمرى ورجعت مع الابيات لايام لم تنفضها زاكرتى بعد وعلت الابتسامة على وجهى وانا اتزكر خجلها من قصائدى التى كنت القى بها فى احتفالات الجامعة والكل من
حولنا يعرف تمام المعرفة اننى اخاطبها هى دون غيرها وما ان وصلت لاخر قصيدة حتى وجدت يدى ترفع سماعة الهاتف وتطلب رقما ظننت لسنوات اننى نسيته ولحظات وجاء الرد على الطرف الاخر من الهاتف يقول -الو؟؟؟
لم تتغير تلك النبرة الحنونه مع كل تلك السنوات مازالت كما هى معشوقتى المفضلة تتحدث بنفس النبرة الرقيقة الحزينة ولم ارد عليها سوى بمقطع من اول قصيدة اهديتها اليها وطالما ترجتنى ان اسمعها لهل يصوتى الزى احبته كثيرا ولم يستوقفنى عن باقى القصيدة سوى البكاء الشديد الزى ملا مسامعى عبر الهاتف
وجاء صوتها بالمه المعهود يقول - اما زات تزكرنى بعد كل تلك السنين؟؟؟قلت لها - ازا نسيتك يوما فلن تنساك ايامى اننى لم اغمض عينى منز ايام الا واراك فى منامى وكانك تريدين ان تقولى لى شئ
قالت والبكاء لا يفسر كلامها الا ان قلبى يشعر به واضحا جليا -سامحنى يا حبيبى سامحنى على العزاب الزى سببته لك طوال ايام حبنا الماضية لقد اصابنى الياس فى عودتك لى ثانية وابتلعتنى الحياة كما كل البنات واليوم يوم عرسى على غيرك ...لم اصدم من الحقيقة بقدر ما كانت قاسية على فى تلك اللحظة وتمالكت نفسى وقلت لها مدعيا لنفسى القوة والصلابة - لقد اتصلت بك لاقول ...مبروك...
الف مبروك - واغلقت الهاتف واخر ماسمعته بكائها الشديد وجلست وسؤال يتردد فى عقلى ...-هل ظلمت تلك الفناه ام ظلمت نفسى بالبعد عنها ؟؟لم يطل شرودى طويلا فازا برجل جهير الصوت يركب عربة خشبية ينادى على الاوراق القديمة لشرائها ولم اتركه يعبر من امامى الا وناديته ان يتوقف
وكم كنت زبونا كريما بكل ما اعطيته من الاوراق والكتب لدواوينى القديمة المتراكمة فى البدروم ووقفت اتابعة وهو يحمل ايامى ةيلقى بها على ظهر عربته الصغيرة حتى ان الحمار الزى يجر العربة لم ياب لوجودى وهو ياكل لورقة سقطت من سطح العربة مكتوب فيها اروع احساس حب عشته
ومكثت اتابع الكلمات وهى تقتل بين اسنان حيوان لا ينظر خلفه ابدا ولا يعرف عن الماضى شيئا وانتبهت للرجل الزى ظل ينادينى وانا غير منتبه له - يا استاز؟؟....يا استاز؟؟....خد هزا
ثمن الورق وهنا نظرت ليده لاجد جنيه واحد فسالته هل ستاخز كل هزه الاوراق والزكريات بجنيه واحد؟؟؟فقال الرجل كلمة افاقتنى لمكانى -انى اشترى ورق قديم ولا اشترى زكريات يا استاز......
ومشى الرجل وانا اراقبه وهو يرحل بزكريات عمرى وغاب عن الطريق فدخلت لغرفة البدروم التى فرغت تماما الا من خيوط العنكبوت وفعلت ما كان يجب ان افعله من سنوات.....بكيت.....وبكيت......وبكيت على ماكان يوما من زكريات
البحار
لم يصمت صوت المنبه عن الصراخ فى تلك الساعة المبكرة من الصباح معلنا عن فشله الزريع فى ايقاظى من
النوم الزى اعشقه وفشلت كل محاولات الجيران فى ايقاظى بالاتصال الهاتفى وطرق الجدران والابواب من شدة انزعاجهم من صراخ المنبه الزى ام يستطع حل لغز نومى فى هزا اليوم ولن تنتهى الازمة الا بانتهاء الحلم
الجميل الزى كنت اعيشه مع ملامح حب قديم تحرك فى الغرف المغلقة للعقل الباطن وظهر على سطح احلامى واستيقظت من حلمى لاجد عشرات المكالمات والرسائل على شاشة جوالى القديم الطراز كلها تنقل جملة واحدة
ارحمنا يا جارنا الكسول واستيقظ...امتدت يدى بتراخ لاغلاق المنبه الزى تنفس الصعداء وسكن اخيرا عن الصراخ وانا مازلت اعيش فى احداث الحلم الجميل وتدور راسى فى دوائر الانسجام والنشوة لتلك الايام التى ولت منز زمن بعيد قمت وجلست فى الشرفة ووضعت امامى كوب القهوة السادة الممتلئ
عن اخره وتزكرت تلك الايام الحالمة والقبلات التى كنا نقزف بها فى الهواء مع كل صباح ومساء فى الجامعة ....كم كان يحسدنا الاخرون على هزه التوأمة الرائعة وكانوا يلقبوننا ب-
الماء الملكى- وهو اختلاط لمادتين لهما قوة ازابة عالية للمعادن -فقد كنا نزيب اى خلافات بيننا بسهولة شديدة تتكسر لها اظافر حسادنا وتزكرت كم كنت قاسيا معها وقف ان فاض صبرى من
صمتها الرهيب الزى لم يتناسب مع طبيعتى المتلهفة للاستماع لها وكل ما تمر به فى حياتها وما كان منى الا ان صرخت فيها -ازا كنت خرساء فانا اعشق الحوار والقيت دفاترى
فى قارعة الطريق وانا اتوعدها بالبعد عنها ازا ظلت على هزا الصمت ولكنها لم تتحدث ولم تفعل اى شئ سوى البكاء وركبت سيارتها وغابت عن عينى ولم ارها منز تلك اللحظة وتاهت عيوننا فى الحياة ولم تتلاقى ومرت السنوات ولم
اسمع عنها او احاول ان اسمع عنها شئ وهنا اكتشفت ان كوب القهوة قد لفظ اخر مافيه فقمت ودخلت غرفتى القديمة والتى اصبحت بدروم لكل ماهو قديم فى البيت واضأت الانوار لاجد خيوط العنكبوت قد احاطت بكل ارجاء
المكان الممتلئ بالكتب والدواوين القديمة التى قضيت فى كتابتها سنوات هى اجمل ما فى عمرى وطفت بعينى فى ارجاء الغرفة حتى توقفت عند ديوان قديم غطته الاتربة ..وازلتها بيدى
لاجد الاوراق مازالت محتفظة بلمعتها ورونقها رغم كل تلك السنوات كان ديوات -الحلم- اجمل ماكتبت على الاطلاق فى حياتى من شعر ووصف للمشاعر المستحيلة الجمال وصعدت الى الشرفة غير مباليا بباقى الاوراق وكانى وجدت ضالتى
واخزت اقرأ واقرا ومع كل كلمة كان يزداد اعجابى بالشاعر الرهيب الزؤ صاغ تلك الكلمات ونسيت للحظات اننى من كتبت هزا الديوان فى يوم من ايام عمرى ورجعت مع الابيات لايام لم تنفضها زاكرتى بعد وعلت الابتسامة على وجهى وانا اتزكر خجلها من قصائدى التى كنت القى بها فى احتفالات الجامعة والكل من
حولنا يعرف تمام المعرفة اننى اخاطبها هى دون غيرها وما ان وصلت لاخر قصيدة حتى وجدت يدى ترفع سماعة الهاتف وتطلب رقما ظننت لسنوات اننى نسيته ولحظات وجاء الرد على الطرف الاخر من الهاتف يقول -الو؟؟؟
لم تتغير تلك النبرة الحنونه مع كل تلك السنوات مازالت كما هى معشوقتى المفضلة تتحدث بنفس النبرة الرقيقة الحزينة ولم ارد عليها سوى بمقطع من اول قصيدة اهديتها اليها وطالما ترجتنى ان اسمعها لهل يصوتى الزى احبته كثيرا ولم يستوقفنى عن باقى القصيدة سوى البكاء الشديد الزى ملا مسامعى عبر الهاتف
وجاء صوتها بالمه المعهود يقول - اما زات تزكرنى بعد كل تلك السنين؟؟؟قلت لها - ازا نسيتك يوما فلن تنساك ايامى اننى لم اغمض عينى منز ايام الا واراك فى منامى وكانك تريدين ان تقولى لى شئ
قالت والبكاء لا يفسر كلامها الا ان قلبى يشعر به واضحا جليا -سامحنى يا حبيبى سامحنى على العزاب الزى سببته لك طوال ايام حبنا الماضية لقد اصابنى الياس فى عودتك لى ثانية وابتلعتنى الحياة كما كل البنات واليوم يوم عرسى على غيرك ...لم اصدم من الحقيقة بقدر ما كانت قاسية على فى تلك اللحظة وتمالكت نفسى وقلت لها مدعيا لنفسى القوة والصلابة - لقد اتصلت بك لاقول ...مبروك...
الف مبروك - واغلقت الهاتف واخر ماسمعته بكائها الشديد وجلست وسؤال يتردد فى عقلى ...-هل ظلمت تلك الفناه ام ظلمت نفسى بالبعد عنها ؟؟لم يطل شرودى طويلا فازا برجل جهير الصوت يركب عربة خشبية ينادى على الاوراق القديمة لشرائها ولم اتركه يعبر من امامى الا وناديته ان يتوقف
وكم كنت زبونا كريما بكل ما اعطيته من الاوراق والكتب لدواوينى القديمة المتراكمة فى البدروم ووقفت اتابعة وهو يحمل ايامى ةيلقى بها على ظهر عربته الصغيرة حتى ان الحمار الزى يجر العربة لم ياب لوجودى وهو ياكل لورقة سقطت من سطح العربة مكتوب فيها اروع احساس حب عشته
ومكثت اتابع الكلمات وهى تقتل بين اسنان حيوان لا ينظر خلفه ابدا ولا يعرف عن الماضى شيئا وانتبهت للرجل الزى ظل ينادينى وانا غير منتبه له - يا استاز؟؟....يا استاز؟؟....خد هزا
ثمن الورق وهنا نظرت ليده لاجد جنيه واحد فسالته هل ستاخز كل هزه الاوراق والزكريات بجنيه واحد؟؟؟فقال الرجل كلمة افاقتنى لمكانى -انى اشترى ورق قديم ولا اشترى زكريات يا استاز......
ومشى الرجل وانا اراقبه وهو يرحل بزكريات عمرى وغاب عن الطريق فدخلت لغرفة البدروم التى فرغت تماما الا من خيوط العنكبوت وفعلت ما كان يجب ان افعله من سنوات.....بكيت.....وبكيت......وبكيت على ماكان يوما من زكريات
البحار